رقمنة قوائم الجرد لمتحف دير الزور في سورية
بيان المهمة
في عالم مليء بالصراعات والحروب وعمليات النهب والتدمير تصبح مهمة حماية قوائم الجرد المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي المنقول وغير المنقول أمراً لا غنى عنه. على مرعقود كُتبت قوائم الجرد بخط اليد على مواد قابلة للتلف، وغالباً ما كانت تتعرض للتدمير حتى وان تم إيداعها بعيدا عن الأشياء التي أدرجتها.
من الواضح أيضاً أن الرقمنة الحديثة وقوائم الجرد المصورة لها ميزاتها، ومنها أنه يمكن الاحتفاظ بها في مواقع مختلفة بحيث يمكن حمايتها من التلف. علاوة على ذلك فإنه يمكن نشرها وتعميمها بسرعة على السلطات والمؤسسات ومن ثم التعرف على المواد المدمرة او المهربة والمسروقة وتعقبها، وبالتالي فهي من الأدوات الهامة في مرحلة الترميم وإعادة البناء بعد انتهاء الصراع الدائر.
على مدى السنوات الست الماضية اتبعت المديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق سياسة لامركزية عصرية في مجال المتاحف. ويبلغ عدد المتاحف في سوريا حوالي ستة وثلاثين متحفاً، منها متحف دمشق ومتحف حلب ومتحف تدمر المعروفين عالمياً. ولسوء الحظ فهناك عدد من هذه المتاحف ما تزال مهددة ومعرضة للدمار أو لعمليات السلب خلال السنوات الأخيرة من الصراع في سوريا. وبالرغم من هذه المحن فإن المديرية العامة للآثار والمتاحف قد قامت بجهود كبيرة في محاولة لحماية تراث البلاد الثقافي، إلا أن هذه الجهود التي تُبذل في سبيل حماية الآثار ستذهب سدىً ان لم يكن هناك رقمنة وتوثيق تكنولوجي لقوائم الجرد. ولذلك فقد قامت المديرية العامة ببناء قاعدة بيانات لمخزون كافة المتاحف السورية خلال السنوات الثلاث الماضية.
متحف دير الزور الوطني
متحف دير الزور هو واحد من المتاحف اللامركزية، وأُسُس في عام 1974 كهبة من أحد هواة جمع القطع الاثرية وليصبح بعد انتهاء بنائه في عام 1992 مركز التنسيق للتنقيبات السورية والعالمية التي جرت في شرقي البلاد، في مشروع تعاوني مشترك بين المديرية العامة للآثار والمتاحف وجامعة برلين الحرة أنُشأ المعرض الدائم وتم تدشين المتحف وافتتاحه للعامة في عام 1996.
عند اندلاع الصراع في سوريا عام 2011 تم إغلاق المتحف وتخزين جميع القطع المعروضة في غرفة العرض الدائمة في القبو، ومنذ عام 2013 م يسيطر مسلحو داعش على أجزاء من مدينة دير الزور، وهم على بعد مئتي متر فقط عن المتحف الذي لا يزال في منطقة سيطرة القوات الحكومية. وقد استطاعت مديرية الآثار والمتاحف في عامي 2014 و2015 إجلاء آلاف القطع من المتحف المعرض للخطر.
المشروع وشركاؤه
في عام 2014 اتفقت المديرية العامة لللآثار والمتاحف في سوريا وجامعة برلين الحرة على إطلاق مشروع تجريبي لرقمنة قوائم الجرد في متحف دير الزور. وستقوم المديرية العامة برقمنة السجلات والحصول على المعلومات الحديثة، أما جامعة برلين فسيتناول عملها ما يتعلق بالملفات والوثائق الأخرى المحفوظة في العاصمة الألمانية منذ التعاون الذي تم سابقاً لإقامة المعرض الدائم. إن وزارة الخارجية الالمانية تقوم بدعم الجانب الالماني من هذا المشروع المشترك، وقد تم قبولها ضمن مشروع " الصون العاجل للتراث الثقافي السوري" التابع لليونسكو(SHA) بالتعاون مع مشروع توثيق الإرث الحضاري السوري التابع للمعهد الألماني للآثار(DAI) , والمجلس الدولي للمتاحف واللجنة الدولية للوثائق (CIDOC) , بالإضافة الى مبادرة شيرين shirin ( التراث السوري في خطر: مبادرة وشبكة بحث دولية).
 |
 |
 |
||||
 |
 |
 |
||||
 |
||||||
أهداف المشروع
في السنوات القليلة الماضية شهدت معروضات متحف دير الزور تزايداً كبيرا في عددها بعد إضافة القطع المستخرجة من بعثات التنقيب الوطنية والعالمية اليها. وتضم قوائم الجرد بشكل أساسي قطعا أثرية حصلت على رقم تعريفي متحفي وأخرى لم تحصل على شيء، وكخطوة أولية فإن بيانات القطع المسجلة بشكل رسمي والحاصلة على رقم تعريفي متحفي والبالغ عددها 21.867 ستنقل إلى قاعدة بيانات، وستتبع قوائم حقول البيانات معياراً موحدا لتعريف القطع. والهدف هو إنتاج قائمة مصورة واضحة ببيانات محددة في اللغتين العربية والانكليزية. وفي خطوة ثانية ستستكمل قاعدة البيانات بالقطع المحفوظة في المتحف ولكن تلك التي لم يحصل منها على رقم تعريفي متحفي بعد.
البداية في شهر تموز/يوليو من عام 2015
بعض المشاكل التي يجب حلها أثناء المشروع هو ضمان التناسق بين نظم البيانات المستعملة، ولذلك تم عقد اجتماعين في كل من شهري آب وتشرين الثاني من عام 2015 لبحث الإجراءات التكنولوجية، وكذلك بحث سير العمل، وتحسين التعاون الذي جرى في برلين. ومن المقرر تقديم المعيار الموحد لتعريف القطعة من أجل التوافق الدولي، علاوة على ذلك فان نقل المعلومات سيتم عن طريق برنامج ليدو XML harvesting schema LIDO لتحديد الأدوات التي يجب تطويرها. وفي النهاية سيكون مقر العمل المستهدف المديرية العامة للآثار والمتاحف.
وفي نهاية عام 2015 كانت ضمت قاعدة البيانات في برلين حوالي 2500 خانة احتوت كل الوثائق الموجودة وخاصة الصور الفوتوغرافية التي تم مسحها ضوئياً وترقيمها.
مشروع عام 2016
يؤمل إنتاج قائمة مصورة للقطع المسجلة بشكل رسمي في المتحف مع رقم تعريفي متحفي، وسيكون العمل بالتركيز على القطع التي لا تحمل رقما تعريفياً متحفياً، ولذلك يجب انشاء قاعدة بيانات مستقلة خاصة لتلك المستخرجة من تنقيبات تل الشيخ حمد والموجودة في متحف دير الزور. أخيراً وليس آخراً سيبدأ العمل بالتركيز على تطوير آلية لتصدير البيانات الرقمية من أجل تسهيل عمل برامج ليدو XML harvesting schema LIDO.
الفريق
رئيس الفريق |
|
البحث العلمي والترجمة إلى اللغة العربية |
راما البدرة |
البحث العلمي وتسجيل البيانات |
|
البحث العلمي وتسجيل البيانات |
|
تسجيل البيانات |
ليليا كويك |
البرمجة |
|